Sunday 18 July 2010

" لعبة " 7ق وجائزة لجنة التحكيم من المهرجان القومى للسينما المصرية أبريل 2010


                 مروى زين
هوية عربية مركبة
فى تقديمها لشخصية فيلمها التسجيلى " راندا " وصفتها بأنها تحمل " هوية عربية مركبة" فهى فلسطينية الأب لأم مصرية ، تعيش فى القاهرة بعد دراستها فى بيروت. المخرجة السودانية مروى زين خريجة معهد السينما بالقاهرة تحمل نفس الصفة فهى ذات هوية عربية مركبة. تشغلها فكرة الانتماء العربى وترغب فى أن تكون أول مخرجة سودانية تحقق فيلما يحمل هموم أهلها وناسها فى السودان. حصل مشروع تخرجها "لعبة" من المعهد العالى للسينما فى مصر على جائزة لجنة التحكيم من المهرجان القومى الأخير. جنسية الأفلام وهوية المخرج لم تكن أبدا محل نقاش فى مصر إلا فى السنوات الأخيرة، حتى أن البعض تساءل عن أحقية السودانية مروى زين فى الحصول على جائزة من المهرجان القومى للسينما المصرية. مشروعات التخرج هى إنتاج يخص المعهد والأكاديمية المصرية رغم ما يُسهم به الطلبة فى ميزانية الإنتاج، وعليه فإن فيلم " لعبة " هو إنتاج مصرى خالص يستحق المشاركة والحصول على الجوائز. دعم المواهب العربية فى مجال الفنون دور كبير تقوم به أكاديمية الفنون بمصر وقد تخرج من معهد السينما المصرى عدد كبير من فنانى السينما على مستوى العالم العربى، بعضهم عاد لبلده وشارك فى حركتها السينمائية، وبعضهم بقى مثل المخرج سعيد حامد السودانى الجنسية، مصرى الهوى صاحب أفلام الحب فى الثلاجة، ورشة جريئة، وصعيدى فى الجامعة الأمريكية. منخرطا فى صناعة السينما المصرية كواحد من أبنائها.
عملت مروى زين ضمن ورشة الأستاذ على بدرخان الذى يفضل أن يعتمد الطالب على نص قصصى يبنى عليه سيناريو مشروعه ليضمن حدا أدنى من التماسك الدرامى الموجود بالقصة الأصلية. اختارت مروى قصة "لنلعب لعبة" للإيطالى ألبرتو مورافيا، وقامت بتمصيرها لتدور اللعبة بين أم وابنتها، الأم مطلقة ولها علاقة متوترة بآخر. 

تبدأ مروى فيلمها من لحظة توتر حادة تتعارك فيه الأم مع الصديق ابراهيم خارج الكادر قبل أن تدخل بيتها حيث ابنتها المنتظرة.
الأم وتقوم بالدور ليلى سامى عصبية جدا وغير متجاوبة فى الحوار مع الطفلة التى تعرض على أمها لعبة تبادل الأدوار، أنا انت وانت أنا، توافق الأم وتندمج الطفلة فى اللعبة لتكشف مروى عن حجم الأخطاء الذى تقوم بها الأم عادة، وتنتهى اللعبة وقد أعطت الطفلة درسا لأمها ولنا نحن المشاهدين من الكبار تنبهنا إلى ما نرتكبه من أخطاء تضر بنفسية الصغار. زمن عرض الفيلم 7 ق وهو من أقصر مشروعات التخرج التى تتراوح عادة بين عشر دقائق وربع الساعة مصور بخام السينما 35 مللى إذ يُعد الطالب للعمل فى سوق صناعة السينما وبتقنيتها. 
يدورفيلم " لعبة " فى شقة الأم والابنة فقط دون مكان آخر، وفى زمن لا يتخطى الساعة. وحدة المكان والزمان تمثل عادة تحديا للمخرج ليكثف أفكاره، وفيها يتم الاعتناء بالتمثيل، وكانت الطفلة روفينا عزت شديدة البراعة فى أداء دورها وكأنما وُلدت لتمثل. تقول مروى زين أنها قبل تصوير الفيلم فشلت فى العثور على من تقوم بدورالطفلة وكادت تيأس تماما إلى أن التقت صدفة بطفلة تسير مع أمها فى منطقة وسط البلد، سار كل منهم فى طريقه وعادت فالتقتها ،ابتسمت لها الطفلة سألتها مروى هل ترغبين فى التمثيل؟ فقالت نعم. دارت عدة جلسات مع روفينا فى حضور والديها وأصبحت مروى مقتنعة بأنها مناسبة تماما للعب دور رنا فى لعبة. حتى أن أدءها طغى على أداء هالة الأم وتفوق عليه مما خدم الفكرة عن الطفلة التى لقنت أمها درسا فى الحياة. أدار تصوير الفيلم وليد جابر وقامت بعمل المونتاج رضور على وهما زميلى مروى فى الدفعة من معهد السينما يحكمون على عملهم فى المشروع ومعهم ابراهيم شامل الذى مازال طالبا فى معهد الكونسيرفتوار ويقوم بالتأليف الموسيقى لعدد كبير من الأفلام القصيرة لزملائه مستخدما عازفين أكاديميين، فريق العمل، المخرجة ومدير التصوير والمونتيرة ومؤلف الموسيقى، كلهم أجادوا عملهم القصير" لعبة" كنموذج لما يمكن أن يقدموه فى سوق السينما لو أتيحت لهم الفرصة.
حين سئلت مروى فى ندوة جرت بجمعية النقاد عن اهتمامها بالأدب، أجابت وهى محرجة عفوا اعذرونى أنا أفضل الأدب الغربى وأقرأ لكتاب عرب وكاتبات أحب كتابات هدى بركات..كانت تتردد وكأنه لزاما عليها أن تحب يوسف إدريس، وغيره من الكتاب المصريين كأغلب زملائها. وهى صادقة مع نفسها ومعنا، وطموحها لتقدم فنا سودانيا ليس حقها فقط بل واجبها تجاه وطن به من المثقفين والأدباء المبدعين، ما يشى بوجود قدرت إبداعية يمكنها أن تظهر فى السينما أيضا إذا ما توفرت الشروط والرغبة لتحقيق ذلك. 
ونعود للفيلم التسجيلى "راندا " عن المصورة راندا شعث . 
تعرفت مروى زين عليها من خلال معرض 
لها أقيم فى القاهرة، اقتربت منها، نمت بينهما صداقة ظهرت فى مشروعها التسجيلى المقدم ضمن دراستها بمعهد السينما، به مادة ثرية من صور راندا، وعرض قريب لشخصيتها المقتحمة غناها بالروافد الثقافية المتعددة. استخدمت مروى زين فى الفيلم موسيقات عربية مختلفة جزائرية ومصرية ولبنانية للتعبير عن التناغم العربى كما يتضح من صور راندا شعث نفسها التى تقترب فيها من الناس فى أمكان عربية مختلفة من ريف مصر،إلى مخيمات فلسطين، إلى الجزائر. فى الفيلم تطالعنا راندا شعث بابتسامتها الصافية وخجلها من أن تكون موضوعا لعمل مصور وهى التى اعتادت على الوقوف خلف الكاميرا.
قدمت مروى فيلما آخر"سلمى " عن شخصية تضيع فى الإدمان، لا يرقى للعملين السابقين كانت تجرب فيه فقط أدواتها كمخرجة سينمائية.
تندمج مروى فى سوق صناعة الفيلم، تدربت وساعدت فى أعمال فنية بمصر ولبنان، تجمع خبراتها لتكون قادرة على تحقيق طموحها لعمل أول فيلم روائى سودانى عن قصة سودانية.

صفاء الليثى

4 comments:

  1. Marwa Zein

    شاكرة جدااااااااااا لقراءة أكثر من رائعة في حقي و أنا بكل صراحة انتظرت قرائتك للفيلم و كان من أهم و أكثر ردود الأفعال تأثيرا ..
    إنشالله فيلم السودان يتحقق !
    جدا ممتنة أ صفاء
    It made my day !
    19 july 10:25am · ·

    Omar Manjouneh
    عرض جميل يا أستاذة صفاء..بالتوفيق لمروى و لكل من هم في طموحها
    ، و عقبالنا بقى :
    نقلا عن فيس بوك صفحة Safaa Elaisy Haggag

    ReplyDelete
  2. استاذة صفاء شكرا علي تعريفنا بمروي الزين وان شاء الله نري قريبا فلمها عن السوادن كما تحلم
    اعجبتني المدونه لي عودة باذن الله
    من ارض النيل تحياتي
    علا

    ReplyDelete
  3. هنـاك شابـة سـودانية في مقتبـل العمـر تحـلم بأن تـكون مـخرجة كـبيرة يـوماً ما .. وهي الآن وجـدت مـثلها الأعـلى لتـحقيق حلـمها .. هذه الشابـة هي أنا : سارة سلمان , 17 سنة .. والحلـم أن أكون "مروة زين" القـادمة .. كل الحب والاحترام .
    و تحيـاتي لكـ استاذة صفاء على هذه السطور الجمـيلة .. شكرا لتعريفي بمثلي الأعلى .. أسعد الله قلبك ..

    "اتمنى حقا لو أستطيع التواصل مع مروة زين .. سيساعدني كثيرا"

    ReplyDelete
  4. إلى سارة سلمان يمكنك التواصل مع مروى زين ومعى على الفيس بوك Marwa Zian , Safaa Elaisy Haggag أهلا بك ستحققين أهدافك

    ReplyDelete